حكايه رجل مستقيم
بقلم : / د. مصطفي محمود
هل أصبحت حكايه رجل مستقيم من الطرائف النادره في هذا العصر بحيث تحتل الصفحات الاولي في الجرائد وتوضع علي رووس الاعمده وتلفت اليها الانظار ويتحاكي بها الناس علي انها من العجائب والغرائب.. فهذا رجل يرد حافظه نقود بها بضعه الوف من الدولارات عثر عليها في الطريق العام ويعيدها الي صاحبها ويرفض ان ياخذ مكافاه ولا ينتظر ثنائ من احد ولا يريد احدا ان يكتب عنه.. ويمضي الي حال سبيله يلملم اطراف جلبابه القديم ويختفي عن الانظار.. من اي عالم جاء هذا الرجل.. ومن اي كوكب هبط.. ومن اي زمن من الازمان البائده نزل علينا.. وهل يعود الي بلده في مركبه فضائيه؟؟
انه جنس من الاجناس البشريه البائده بلاشك نقرا عنه في الكتب القديمه وفي قصص الاطفال.. ونعلم يقينا انه انقرض مثل الديناصورات التي انقرضت وانه لم يتبق منه الا هذه الحفريه النادره.
ورغم ان صوت الدين الان عال جدا في الميكروفونات وفي خطب المساجد.. والمسابح نراها تجلجل في كل يد.. ورغم ان اكثر اللحي طالت وارتفع رصيد المواطن العادي من العمرات ومن زياره الرسول ومن الطواف حول الكعبه ومن ترديد الادعيه.. الا ان الدين نفسه غير موجود.. الدين بمعني الامانه والاستقامه والصلاح والعمل النافع وطهاره اليد ونقاء الضمير والزهد في الدنيا وتقوي الله والعمل للاخره.. فهذه الاخلاق اصبحت شيئا نادرا.. والجماعات الدينيه تشغل نفسها بمسائل اخري مثل القائ قنابل المسامير وقتل السياح في مذبحه الاقصر لانهم كفره( رغم ان هذه الجماعات الدينيه تعيش في انجلترا وفي امريكا تحت وصايه وحمايه المخابرات الاجنبيه وينفق عليها الـ
CIA
وهي تنفذ لهذه المخابرات خططها الاستعماريه بمنتهي الدقه والامانه).. ما علاقه كل هذا بالاسلام.. وما الخدمه التي يقدمونها.. تلك فزوره اخري في هذا العصر العجيب المليئ بالفوازير والمتناقضات
.. رغم كل هذه اللحي الطويله واسفار الحج والعمره والمساجد المزخرفه التي تطاول السمائ.. وهو شيطان النفس الذي يزين للنفس كل ما تهوي في جميع الاحوال.. وما اكثر الذين يتصورون انهم يعبدون الله وهم ابعد ما يكونون عنه.. وقد اقنع كل واحد منهم نفسه واقنعه شيطانه بانه يعمل لله وللرسول ولليوم الاخر وانه المسلم الحق وليس له من الاسلام الا الاسم.. وقد فعل من قبلهم القرامطه نفس الشيئ فهدموا الكعبه وقتلوا الحجيج وسرقوا الحجر الاسود وظنوا انهم يخدمون الدين.. والجماعات الدينيه الجديده يسمونها اليوم بجماعات الافغان لانها بدات في افغانستان.
وهذه الجماعات الافغانيه هي التي هزمت الروس في حرب بطوليه بالاموال والاسلحه الامريكيه ثم هزمت نفسها بالانقسام والتشرذم.. ثم مضت تحارب بعضها بعضا في حرب استنزاف لا يبدو لها اخر.
وهي تنفق علي نفسها اليوم من مزارع المخدرات ومن عوائد الافيون والكوكايين والهروين.
قصه طويله لا علاقه لها بالله ورسوله
وهذا هو العصر العجيب الذي يضع اللافتات الدينيه المبهره.. علي بضائع لا علاقه لها بالدين.. ويصوغ المفاهيم السياسيه لافعال لا علاقه لها بالسياسه.. وهناك دائما ضجيج وعجيج ومنشورات واذاعات وفكر مختلط.. وناس يقتل بعضهم بعضا بدعوي الكفر والقاتل فيهم اشد كفرا من قتيله.
والموضوع.. لا شيئ.. سوي النفس وادغالها.. والدنيا وغاباتها.. وعواء الذئاب في البيت الابيض.. ومكائد الكبار في مجلس اللوردات.. وفي بيوت الاستعمار ومراكزه العتيده.. وصراع المصلحه واللقمه في كل بيت علي هذه الارض.. وحكايه العثور علي رجل مستقيم في هذه الدهاليز والكهوف والمخابئ اصبحت شيئا عزيزا مثل العثور علي فص من الالماس في كومه من النفايات او في وكر افاعي او في بقايا حريق.
وهو امل عزيز في هذا العصر الذي انتهت فيه النبوات ولم تبق فيه الا السير والاقاويل والاشاعات والذكريات والاوهام التي تنمو في عقول البعض فيظنون بانهم من اهل الخصوصيه في التدين وانهم رجال اخر الزمان ولكن الخير موجود رغم هذه الاعشاب الطفيليه التي نمت في حديقه الاسلام والحق موجود رغم غلبه الباطل.
ولا اشك في وجوده رغم ندرته.. ومن حين لاخر نعثر علي حفريات نادره تدل عليه مثل صاحبنا الرجل المستقيم ولو اختفي الخير من هذه الارض لما طلعت عليها شمس.. وانا مازلت ابحث عن الرجل المستقيم في شوق الواثق المطمئن ومن يصادف منكم هذا الرجل فليخبرني بعنوانه فاني اريد ان اتعلم منه واتادب علي يديه واترسم خطاه واهتدي بهديه ولا تحدثوني عن مهدي منتظر.. فقد قابلت اثني عشر من هولاء المهديين.. وكلهم اولي بهم عنبر الامراض العقليه في الخانكه.
والمهدي الحقيقي لا يعلم انه مهدي.. فالرجل الصالح لا يعلم انه صالح بل هو يتهم نفسه علي الدوام ويري ان ايمانه دون المستوي الواجب.. وانه مقصر.. ويقولون ان هذا المهدي لن يطلب البيعه بل سوف تاتيه البيعه رغما عنه فيعتذر عنها.
وقد يكون هذا المهدي بعض احلام هذه الامه وبعض امانيها التي تراها في احلام يقظه.
والعطشان يحلم بالمائ الزلال.. ولا يرتوي رغم كثره الماء من حوله وهذه الامه عطشي حتي اعماق نخاعها.
وهي تقرا القران وتزداد ادراكا لنقصها وتزداد عطشا الي مكانتها المفتقده.
متي ياتي رجال اخر الزمان؟!! هكذا يتسائل مشايخنا.. الله وحده هو القادر علي ذلك وهو وحده صانع الرجال وهو وحده صانع الزمان وصانع كل الازمنه ومالك الابد والديمومه.
وقد جائنا بالانبياء والاصفياء والاولياء والصديقين والشهدائ الذين زين بهم صحيفه التاريخ من قبل.. واخرجهم وحده من باطن الغيب وجعلهم مصابيح الهدي.. ونجوم السعد
والله خلاق لا يكف عن الخلق
والله منان يمن علينا ولا نملك ان نمن عليه بشيئ
ابحثوا معي عن ضاله الوقت وعن جوهره العصر المكنونه عن ذلك الرجل الصادق المستقيم ابحثوا عنه في كل جنبات الدنيا.. وفي الانترنت.. وفي كتب الطالع.. وابلغوني يا ساده متي عثرتم له علي اثر.
ولا تقولوا لي انه مات.. وان الدنيا خلت من اهل الخير.. فهذا مستحيل.. فالطيبون هم ملح الارض ولكن لا احد منهم يعلن عن نفسه.. ونوادي الجولف وكلوب محمد علي وجماعات الروتاري والليونز والصفوه من رجال المال والاعمال ونجوم الشهره واهل الصداره والمهاره لايدرون بهولاء الاخيار الابرار ولا يعرفونهم ولا يكشفهم ربنا الا لخاصته فهم اهل الستر الذين اخفاهم ربنا غيره عليهم واسدل عليهم ستره صيانه لهم من الابتذال.
وهم الفقراء الاغنيائ عن الكل بما هم فيه من خصوصيه حال يخفون كراماتهم كما تخفي المراه عورتها ويانسون الي الظل ويرتاحون الي الخفاء.. لا تعلمهم الله يعلمهم ولا يبدي منهم الا ماشاء ان يبديه وقتما يريد ان يبديه وهولاء هم الصالحون حقا الذين اذا رووا ذكر الله.
واني لشديد الشوق الي رويتهم.. شديد الشوق الي التعرف بهم.. فهم مرافئ الامان في هذا العالم الذي يمتلئ بالضجيج والشرور والزيف واللاجدوي هذا العالم الذي يمتليئ بالزحام والتكالب علي المغانم والمنافع.. ولا منافع ولا مغانم.. بل سراب وهباء وقبض الريح.. فالايدي التي تدفن الموتي سوف تنادي غدا علي من يواريها التراب.. والقاتل وقتيله سوف يتمددان جنبا الي جنب طال الزمن او قصر.. وما الزمن الا برهه.. وسانحه من سوانح الوهم.. وبين كان ويكون.. تخطيئ جميع الحسابات وتخيب كل التوقعات وتحدث كل المفاجات ولا يعلم الغيب الا الله.
والكل بين يدي هذا الغيب بلا حيله.. يقول ربنا عن هولاء السكاري بخمر الدنيا كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعه من النهار وفي ايه اخري.. كان لم يلبثوا الا ساعه من نهار يتعارفون بينهم.
وهذا شان الدنيا بطولها وعرضها.. ما كانت الا مجرد ساعه تعارف.. لقاء عابر بين الكل علي رصيف قطار.
وقد تقاتلوا علي هذه الساعه وأشعلوا الحروب وخاضوا المذابح والمجازر وكسبوا الساعه ولكن خسروا في مقابلها الابد كله.
وأومضت الساعه وانتهت وخلفت لهم الابد المديد عذابا بلا انتهاء.. هكذا سوف يرون صحوه البعث ابادا من الندم المرير تحيط بهم من كل جانب وكل هذا من اجل ساعه زمان.. كيف اعماهم الطمع عن رويه الحقيقه.. كيف اعمتهم الغفله وكيف اضلهم الامل.. وكيف اغوتهم المكاسب الزائله وكيف ابرموا تلك الصفقه الخاسره التي خسروا فيها انفسهم وخسروا كل شيئ وما اسعد هولائ الذين ادركوا الامر قبل الفوات وافلتوا من قبضه الغوايه.. هكذا يصبح اهل الاستقامه محل الحسد من الجميع ساعتها وهكذا سوف يغبط الكل هذا الرجل المستقيم ويتمنون مكانه.. وهكذا سوف يعلو شان الاستقامه وتصبح حلما عزيزا يتمناه الجميع ولكنه طمع في غير مطمع فالزمن قد مضي في اتجاه واحد وما مضي منه لن يعود وعماره الدنيا التي انهدمت لاسبيل الي عودتها وما ضاع من فرص لا سبيل الي استردادها.
تري هل نعتبر.. تري هل نعقل.. تري هل نفيق من غفلتنا.. ومن حسن الحـظ اننا مازلنا في الدنيا لم نبرحها.. ومازالت هناك فرصه.. مازلنا علي الشاطيئ ولم تنته الساعه بعد.. مازال فيها بضع دقائق وبضع ثوان قبل اغلاق دفتر الكون.
نعم.. مازال هناك بضع دقائق وبضع ثوان الله اعلم بطولها وفي الامكان ان نعمل شيئا.
هل نغنم هذه الدقائق ونغنم انفسنا ونصبح هذا الرجل المستقيم النادر المثال؟؟؟ ولو لمدي لحظات.
هل نفلت من قيد العاده المعتاده ونصبح من اهل الاستثنائ.
هل..؟؟!!
بقلم : / د. مصطفي محمود
هل أصبحت حكايه رجل مستقيم من الطرائف النادره في هذا العصر بحيث تحتل الصفحات الاولي في الجرائد وتوضع علي رووس الاعمده وتلفت اليها الانظار ويتحاكي بها الناس علي انها من العجائب والغرائب.. فهذا رجل يرد حافظه نقود بها بضعه الوف من الدولارات عثر عليها في الطريق العام ويعيدها الي صاحبها ويرفض ان ياخذ مكافاه ولا ينتظر ثنائ من احد ولا يريد احدا ان يكتب عنه.. ويمضي الي حال سبيله يلملم اطراف جلبابه القديم ويختفي عن الانظار.. من اي عالم جاء هذا الرجل.. ومن اي كوكب هبط.. ومن اي زمن من الازمان البائده نزل علينا.. وهل يعود الي بلده في مركبه فضائيه؟؟
انه جنس من الاجناس البشريه البائده بلاشك نقرا عنه في الكتب القديمه وفي قصص الاطفال.. ونعلم يقينا انه انقرض مثل الديناصورات التي انقرضت وانه لم يتبق منه الا هذه الحفريه النادره.
ورغم ان صوت الدين الان عال جدا في الميكروفونات وفي خطب المساجد.. والمسابح نراها تجلجل في كل يد.. ورغم ان اكثر اللحي طالت وارتفع رصيد المواطن العادي من العمرات ومن زياره الرسول ومن الطواف حول الكعبه ومن ترديد الادعيه.. الا ان الدين نفسه غير موجود.. الدين بمعني الامانه والاستقامه والصلاح والعمل النافع وطهاره اليد ونقاء الضمير والزهد في الدنيا وتقوي الله والعمل للاخره.. فهذه الاخلاق اصبحت شيئا نادرا.. والجماعات الدينيه تشغل نفسها بمسائل اخري مثل القائ قنابل المسامير وقتل السياح في مذبحه الاقصر لانهم كفره( رغم ان هذه الجماعات الدينيه تعيش في انجلترا وفي امريكا تحت وصايه وحمايه المخابرات الاجنبيه وينفق عليها الـ
CIA
وهي تنفذ لهذه المخابرات خططها الاستعماريه بمنتهي الدقه والامانه).. ما علاقه كل هذا بالاسلام.. وما الخدمه التي يقدمونها.. تلك فزوره اخري في هذا العصر العجيب المليئ بالفوازير والمتناقضات
.. رغم كل هذه اللحي الطويله واسفار الحج والعمره والمساجد المزخرفه التي تطاول السمائ.. وهو شيطان النفس الذي يزين للنفس كل ما تهوي في جميع الاحوال.. وما اكثر الذين يتصورون انهم يعبدون الله وهم ابعد ما يكونون عنه.. وقد اقنع كل واحد منهم نفسه واقنعه شيطانه بانه يعمل لله وللرسول ولليوم الاخر وانه المسلم الحق وليس له من الاسلام الا الاسم.. وقد فعل من قبلهم القرامطه نفس الشيئ فهدموا الكعبه وقتلوا الحجيج وسرقوا الحجر الاسود وظنوا انهم يخدمون الدين.. والجماعات الدينيه الجديده يسمونها اليوم بجماعات الافغان لانها بدات في افغانستان.
وهذه الجماعات الافغانيه هي التي هزمت الروس في حرب بطوليه بالاموال والاسلحه الامريكيه ثم هزمت نفسها بالانقسام والتشرذم.. ثم مضت تحارب بعضها بعضا في حرب استنزاف لا يبدو لها اخر.
وهي تنفق علي نفسها اليوم من مزارع المخدرات ومن عوائد الافيون والكوكايين والهروين.
قصه طويله لا علاقه لها بالله ورسوله
وهذا هو العصر العجيب الذي يضع اللافتات الدينيه المبهره.. علي بضائع لا علاقه لها بالدين.. ويصوغ المفاهيم السياسيه لافعال لا علاقه لها بالسياسه.. وهناك دائما ضجيج وعجيج ومنشورات واذاعات وفكر مختلط.. وناس يقتل بعضهم بعضا بدعوي الكفر والقاتل فيهم اشد كفرا من قتيله.
والموضوع.. لا شيئ.. سوي النفس وادغالها.. والدنيا وغاباتها.. وعواء الذئاب في البيت الابيض.. ومكائد الكبار في مجلس اللوردات.. وفي بيوت الاستعمار ومراكزه العتيده.. وصراع المصلحه واللقمه في كل بيت علي هذه الارض.. وحكايه العثور علي رجل مستقيم في هذه الدهاليز والكهوف والمخابئ اصبحت شيئا عزيزا مثل العثور علي فص من الالماس في كومه من النفايات او في وكر افاعي او في بقايا حريق.
وهو امل عزيز في هذا العصر الذي انتهت فيه النبوات ولم تبق فيه الا السير والاقاويل والاشاعات والذكريات والاوهام التي تنمو في عقول البعض فيظنون بانهم من اهل الخصوصيه في التدين وانهم رجال اخر الزمان ولكن الخير موجود رغم هذه الاعشاب الطفيليه التي نمت في حديقه الاسلام والحق موجود رغم غلبه الباطل.
ولا اشك في وجوده رغم ندرته.. ومن حين لاخر نعثر علي حفريات نادره تدل عليه مثل صاحبنا الرجل المستقيم ولو اختفي الخير من هذه الارض لما طلعت عليها شمس.. وانا مازلت ابحث عن الرجل المستقيم في شوق الواثق المطمئن ومن يصادف منكم هذا الرجل فليخبرني بعنوانه فاني اريد ان اتعلم منه واتادب علي يديه واترسم خطاه واهتدي بهديه ولا تحدثوني عن مهدي منتظر.. فقد قابلت اثني عشر من هولاء المهديين.. وكلهم اولي بهم عنبر الامراض العقليه في الخانكه.
والمهدي الحقيقي لا يعلم انه مهدي.. فالرجل الصالح لا يعلم انه صالح بل هو يتهم نفسه علي الدوام ويري ان ايمانه دون المستوي الواجب.. وانه مقصر.. ويقولون ان هذا المهدي لن يطلب البيعه بل سوف تاتيه البيعه رغما عنه فيعتذر عنها.
وقد يكون هذا المهدي بعض احلام هذه الامه وبعض امانيها التي تراها في احلام يقظه.
والعطشان يحلم بالمائ الزلال.. ولا يرتوي رغم كثره الماء من حوله وهذه الامه عطشي حتي اعماق نخاعها.
وهي تقرا القران وتزداد ادراكا لنقصها وتزداد عطشا الي مكانتها المفتقده.
متي ياتي رجال اخر الزمان؟!! هكذا يتسائل مشايخنا.. الله وحده هو القادر علي ذلك وهو وحده صانع الرجال وهو وحده صانع الزمان وصانع كل الازمنه ومالك الابد والديمومه.
وقد جائنا بالانبياء والاصفياء والاولياء والصديقين والشهدائ الذين زين بهم صحيفه التاريخ من قبل.. واخرجهم وحده من باطن الغيب وجعلهم مصابيح الهدي.. ونجوم السعد
والله خلاق لا يكف عن الخلق
والله منان يمن علينا ولا نملك ان نمن عليه بشيئ
ابحثوا معي عن ضاله الوقت وعن جوهره العصر المكنونه عن ذلك الرجل الصادق المستقيم ابحثوا عنه في كل جنبات الدنيا.. وفي الانترنت.. وفي كتب الطالع.. وابلغوني يا ساده متي عثرتم له علي اثر.
ولا تقولوا لي انه مات.. وان الدنيا خلت من اهل الخير.. فهذا مستحيل.. فالطيبون هم ملح الارض ولكن لا احد منهم يعلن عن نفسه.. ونوادي الجولف وكلوب محمد علي وجماعات الروتاري والليونز والصفوه من رجال المال والاعمال ونجوم الشهره واهل الصداره والمهاره لايدرون بهولاء الاخيار الابرار ولا يعرفونهم ولا يكشفهم ربنا الا لخاصته فهم اهل الستر الذين اخفاهم ربنا غيره عليهم واسدل عليهم ستره صيانه لهم من الابتذال.
وهم الفقراء الاغنيائ عن الكل بما هم فيه من خصوصيه حال يخفون كراماتهم كما تخفي المراه عورتها ويانسون الي الظل ويرتاحون الي الخفاء.. لا تعلمهم الله يعلمهم ولا يبدي منهم الا ماشاء ان يبديه وقتما يريد ان يبديه وهولاء هم الصالحون حقا الذين اذا رووا ذكر الله.
واني لشديد الشوق الي رويتهم.. شديد الشوق الي التعرف بهم.. فهم مرافئ الامان في هذا العالم الذي يمتلئ بالضجيج والشرور والزيف واللاجدوي هذا العالم الذي يمتليئ بالزحام والتكالب علي المغانم والمنافع.. ولا منافع ولا مغانم.. بل سراب وهباء وقبض الريح.. فالايدي التي تدفن الموتي سوف تنادي غدا علي من يواريها التراب.. والقاتل وقتيله سوف يتمددان جنبا الي جنب طال الزمن او قصر.. وما الزمن الا برهه.. وسانحه من سوانح الوهم.. وبين كان ويكون.. تخطيئ جميع الحسابات وتخيب كل التوقعات وتحدث كل المفاجات ولا يعلم الغيب الا الله.
والكل بين يدي هذا الغيب بلا حيله.. يقول ربنا عن هولاء السكاري بخمر الدنيا كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعه من النهار وفي ايه اخري.. كان لم يلبثوا الا ساعه من نهار يتعارفون بينهم.
وهذا شان الدنيا بطولها وعرضها.. ما كانت الا مجرد ساعه تعارف.. لقاء عابر بين الكل علي رصيف قطار.
وقد تقاتلوا علي هذه الساعه وأشعلوا الحروب وخاضوا المذابح والمجازر وكسبوا الساعه ولكن خسروا في مقابلها الابد كله.
وأومضت الساعه وانتهت وخلفت لهم الابد المديد عذابا بلا انتهاء.. هكذا سوف يرون صحوه البعث ابادا من الندم المرير تحيط بهم من كل جانب وكل هذا من اجل ساعه زمان.. كيف اعماهم الطمع عن رويه الحقيقه.. كيف اعمتهم الغفله وكيف اضلهم الامل.. وكيف اغوتهم المكاسب الزائله وكيف ابرموا تلك الصفقه الخاسره التي خسروا فيها انفسهم وخسروا كل شيئ وما اسعد هولائ الذين ادركوا الامر قبل الفوات وافلتوا من قبضه الغوايه.. هكذا يصبح اهل الاستقامه محل الحسد من الجميع ساعتها وهكذا سوف يغبط الكل هذا الرجل المستقيم ويتمنون مكانه.. وهكذا سوف يعلو شان الاستقامه وتصبح حلما عزيزا يتمناه الجميع ولكنه طمع في غير مطمع فالزمن قد مضي في اتجاه واحد وما مضي منه لن يعود وعماره الدنيا التي انهدمت لاسبيل الي عودتها وما ضاع من فرص لا سبيل الي استردادها.
تري هل نعتبر.. تري هل نعقل.. تري هل نفيق من غفلتنا.. ومن حسن الحـظ اننا مازلنا في الدنيا لم نبرحها.. ومازالت هناك فرصه.. مازلنا علي الشاطيئ ولم تنته الساعه بعد.. مازال فيها بضع دقائق وبضع ثوان قبل اغلاق دفتر الكون.
نعم.. مازال هناك بضع دقائق وبضع ثوان الله اعلم بطولها وفي الامكان ان نعمل شيئا.
هل نغنم هذه الدقائق ونغنم انفسنا ونصبح هذا الرجل المستقيم النادر المثال؟؟؟ ولو لمدي لحظات.
هل نفلت من قيد العاده المعتاده ونصبح من اهل الاستثنائ.
هل..؟؟!!
عدل سابقا من قبل arabian samurai في الإثنين مايو 18, 2009 10:51 pm عدل 1 مرات