العد العكسي لكارثة إنتقام الطبيعة من البشرية قد بدأ
Natural Disasters
يواصل سكان الكرة الأرضية التلويث دون الإكتراث بالبيئة. هكذا، ظهرت اليابسة في القطب الجنوبي فيما بدأت الطبقات الجليدية العميقة، في القطب الشمالي، ذوبانها. لذلك، نستطيع القول إن العد العكسي لكارثة تجلب معها إنتقام الطبيعة من البشرية قد بدأ.هذا إستنتاج لا يرحم
ويبديه على هاتف ” إيلاف “، أثناء مقابلة هاتفية أجراها معه طلال سلامة من روما،
العالم السير ” ديفيد كينغ ” ( sir David King )
مدير مدرسة(Smith School of Enterprise and the Environment )
في جامعة ” أكسفورد ” البريطانية ورئيس الجمعية العلمية البريطانية(British Association for the Advancement of Science ).
يذكر أن السير كينغ كان المستشار العلمي لرئيس الوزراء السابق، توني بلير، في الفترة الممتدة بين العامين 2000 و2007. وشكل هذا العالم دورًا في إقناع الحكومة البريطانية على تبني سياسات ملموسة لقطع الإنبعاثات السامة بالجو. ويعتقد هذا العالم أن الحلول التكنولوجية والسياسية لتفادي الكوارث الطبيعية موجودة. بالطبع، لا يمكن لأحد أن يعطي رؤيا نبوئية لما ستمر به الكرة الأرضية مستقبلاً إنما علينا التعايش مع أحداث “مفاجئة”.
ماذا سيحصل للأرض في السنوات القادمة؟
قد تشهد البشرية، إعتبارًا من القرن القادم، تغييرًا جذريًا في جغرافيا الكرة الأرضية. هناك كمية هائلة من الجليد المعرضة لخطر الذوبان مما يعني إرتفاع مستوى البحار بنسبة أربعة الى خمسة أمتار. في الوقت الحاضر، يعيش 80 في المئة من سكان الأرض قرب السواحل. هكذا، ستغرق العديد من المدن، كما لندن، في البحر، كون قدراتها على صد أم إحتواء الفيضانات شبه معدومة. لذلك، وخلال عقود معدودة على الأصابع، وفي موازاة إرتفاع سكان الأرض بوتيرة تصاعدية مخيفة لغاية أن يصل عددهم الكلي الى تسعة مليارات نسمة، من المرتقب أن تتقلص كتلة اليابسة الأرضية. قد ينجم عن هذا السيناريو الأولي آخر ثانوي إنما مرعب أكثر هو إندلاع الحروب والصراعات “الجغرافية” بين سكان الأرض الى ما لا نهاية.
ما هو السيناريو الذي يقلق العلماء كثيرًا، في الوقت الراهن؟
بين العديد من السيناريوهات المحتملة، ثمة سيناريو مثير للقلق أكثر من غيره هو ذوبان طبقة “بيرمافروست” دائمة التجمد في المنطقة القطبية. تلعب هذه الطبقة دور الثلاجة، وهي تحبس الكربون تحت عدة أشكال. طوال حواف هذا النسيج الجليدي، الذي ينطلق من ألاسكا وشمال كندا الى سيبيريا وأوروبا الجنوبية، نستطيع القول إن الذوبان بدأ. في حال لم يتوقف ذوبان الجليد، فإننا لا نستبعد أن تتحرر الغازات السامة، المخزنة في أعماق الكتل الجليدية، الى الجو مما قد يضاعف مرتين أم ثلاث مرات مستويات هذه الغازات الموجودة في الجو حاليًا. هكذا، تُغلق في وجوهنا جميع الرهانات التفاؤلية الموصولة الى الطقس لندخل في نفق المجهول. وهذا ما يرعبنا جدًا.
ماذا يحول دون التنبؤ بجميع التداعيات المحتملة للإنحباس الحراري؟
إن النماذج الرياضية التي تستعملها الكمبيوترات، للتنبؤ، جميعها خطية (Linear) أي أنها لا تتمكن من الأخذ في الإعتبار بعض الظواهر المعقدة، كما تقلبات درجات الحرارة فجأة. هذا، وتشير الدراسات حول تغييرات الطقس، في العصور الجيولوجية الماضية، الى أن درجات الحرارة، في بعض الحالات، تتغير دون سابق إنذار، حتى ضمن عقد واحد(عشر سنوات). قبل 55 مليون عامًا تقريبًا، عاشت الكرة الأرضية حدثًا مجهولاً آل إلى تحرير كميات ضخمة من الكربون في الجو مما سبب، خلال سنوات قليلة، بإرتفاع درجة الحرارة بنسبة ثماني درجات. إذن، فإن تقلبات هذه الإنبعاثات يمكن أن تكون لها آثاراً غير معروفة بعد. نحن نتخبط اليوم في أسئلة لا جواب لها بعد. لا ندري مثلاً متى قد تبدأ الغابات الإستوائية بالموت، ومتى ستبدأ الغازات السامة التسرب خارج جبال الجليد التي تذوب شيئاً فشيئاً ومتى سيصطدم تيار الخليج (Gulf stream) بكتل المياه الجليدية الناتجة عن ذوبان الجبال الجليدية القطبية مما سيؤدي الى إنخفاض الحرارة في أوروبا الشمالية مقابل إرتفاعها في المناطق الاستوائية.
كم من وقت لدينا كي ننجح في قطع إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون السامة في الجو؟
علينا أن نقطع هذه الإنبعاثات لغاية العام 2050. مع ذلك، فإننا نشهد اليوم زيادة في كمية هذه الإنبعاثات بصورة مقلقة. في حال إستمر المسؤولون في تجاهل ما يحدث، عندئذ قد ترتفع كمية هذه الإنبعاثات بنسبة 250 في المئة مقارنة بمستواها الحالي، لغاية نهاية هذا القرن. في حال قررنا حرق جميع الكميات المتوافرة من الوقودات الأحفورية عندئذ قد نعود الى ما كانت عليه الكرة الأرضية قبل 55 مليون عامًا! آنذاك، كان القطب الجنوبي غابة استوائية.
ما هي التداعيات التي لا مفر منها، بغض النظر عن الإجراءات الهادفة الى الحد من هذه الإنبعاثات؟
في أفضل الحالات، سنشهد إرتفاعًا في درجات الحرارة، معدلها 2 الى خمس درجات، في العقود المقبلة. بالطبع، لن يكون التكيف مع هذا الإرتفاع سهلاً.
ما هي التكنولوجيا التي تراهنون على نجاحها لقطع هذه الإنبعاثات؟
لدينا الطاقة المتجددة والطاقة النووية. إن التكنولوجيا المرتبطة بالأخيرة جاهزة للإستعمال وقادرة على قطع هذه الإنبعاثات السامة بصورة ملموسة. في حال بدأنا بناء محطات إنتاج الطاقة النووية بصورة موسعة، قريباً، فإن النووي سينجح، إعتبارًا من العام 2025، في تلبية 30 الى 40 في المئة من حاجاتنا الطاقوية طوال أربعين عاماً. في السنوات الخمسين القادمة، ستنجز البحوث حول الطاقة المتجددة، كما الشمس والرياح، خطوات جبارة مما يجعلنا قادرين على الإستغناء عن إنتاج الطاقة النووية كذلك.
Natural Disasters
يواصل سكان الكرة الأرضية التلويث دون الإكتراث بالبيئة. هكذا، ظهرت اليابسة في القطب الجنوبي فيما بدأت الطبقات الجليدية العميقة، في القطب الشمالي، ذوبانها. لذلك، نستطيع القول إن العد العكسي لكارثة تجلب معها إنتقام الطبيعة من البشرية قد بدأ.هذا إستنتاج لا يرحم
ويبديه على هاتف ” إيلاف “، أثناء مقابلة هاتفية أجراها معه طلال سلامة من روما،
العالم السير ” ديفيد كينغ ” ( sir David King )
مدير مدرسة(Smith School of Enterprise and the Environment )
في جامعة ” أكسفورد ” البريطانية ورئيس الجمعية العلمية البريطانية(British Association for the Advancement of Science ).
يذكر أن السير كينغ كان المستشار العلمي لرئيس الوزراء السابق، توني بلير، في الفترة الممتدة بين العامين 2000 و2007. وشكل هذا العالم دورًا في إقناع الحكومة البريطانية على تبني سياسات ملموسة لقطع الإنبعاثات السامة بالجو. ويعتقد هذا العالم أن الحلول التكنولوجية والسياسية لتفادي الكوارث الطبيعية موجودة. بالطبع، لا يمكن لأحد أن يعطي رؤيا نبوئية لما ستمر به الكرة الأرضية مستقبلاً إنما علينا التعايش مع أحداث “مفاجئة”.
ماذا سيحصل للأرض في السنوات القادمة؟
قد تشهد البشرية، إعتبارًا من القرن القادم، تغييرًا جذريًا في جغرافيا الكرة الأرضية. هناك كمية هائلة من الجليد المعرضة لخطر الذوبان مما يعني إرتفاع مستوى البحار بنسبة أربعة الى خمسة أمتار. في الوقت الحاضر، يعيش 80 في المئة من سكان الأرض قرب السواحل. هكذا، ستغرق العديد من المدن، كما لندن، في البحر، كون قدراتها على صد أم إحتواء الفيضانات شبه معدومة. لذلك، وخلال عقود معدودة على الأصابع، وفي موازاة إرتفاع سكان الأرض بوتيرة تصاعدية مخيفة لغاية أن يصل عددهم الكلي الى تسعة مليارات نسمة، من المرتقب أن تتقلص كتلة اليابسة الأرضية. قد ينجم عن هذا السيناريو الأولي آخر ثانوي إنما مرعب أكثر هو إندلاع الحروب والصراعات “الجغرافية” بين سكان الأرض الى ما لا نهاية.
ما هو السيناريو الذي يقلق العلماء كثيرًا، في الوقت الراهن؟
بين العديد من السيناريوهات المحتملة، ثمة سيناريو مثير للقلق أكثر من غيره هو ذوبان طبقة “بيرمافروست” دائمة التجمد في المنطقة القطبية. تلعب هذه الطبقة دور الثلاجة، وهي تحبس الكربون تحت عدة أشكال. طوال حواف هذا النسيج الجليدي، الذي ينطلق من ألاسكا وشمال كندا الى سيبيريا وأوروبا الجنوبية، نستطيع القول إن الذوبان بدأ. في حال لم يتوقف ذوبان الجليد، فإننا لا نستبعد أن تتحرر الغازات السامة، المخزنة في أعماق الكتل الجليدية، الى الجو مما قد يضاعف مرتين أم ثلاث مرات مستويات هذه الغازات الموجودة في الجو حاليًا. هكذا، تُغلق في وجوهنا جميع الرهانات التفاؤلية الموصولة الى الطقس لندخل في نفق المجهول. وهذا ما يرعبنا جدًا.
ماذا يحول دون التنبؤ بجميع التداعيات المحتملة للإنحباس الحراري؟
إن النماذج الرياضية التي تستعملها الكمبيوترات، للتنبؤ، جميعها خطية (Linear) أي أنها لا تتمكن من الأخذ في الإعتبار بعض الظواهر المعقدة، كما تقلبات درجات الحرارة فجأة. هذا، وتشير الدراسات حول تغييرات الطقس، في العصور الجيولوجية الماضية، الى أن درجات الحرارة، في بعض الحالات، تتغير دون سابق إنذار، حتى ضمن عقد واحد(عشر سنوات). قبل 55 مليون عامًا تقريبًا، عاشت الكرة الأرضية حدثًا مجهولاً آل إلى تحرير كميات ضخمة من الكربون في الجو مما سبب، خلال سنوات قليلة، بإرتفاع درجة الحرارة بنسبة ثماني درجات. إذن، فإن تقلبات هذه الإنبعاثات يمكن أن تكون لها آثاراً غير معروفة بعد. نحن نتخبط اليوم في أسئلة لا جواب لها بعد. لا ندري مثلاً متى قد تبدأ الغابات الإستوائية بالموت، ومتى ستبدأ الغازات السامة التسرب خارج جبال الجليد التي تذوب شيئاً فشيئاً ومتى سيصطدم تيار الخليج (Gulf stream) بكتل المياه الجليدية الناتجة عن ذوبان الجبال الجليدية القطبية مما سيؤدي الى إنخفاض الحرارة في أوروبا الشمالية مقابل إرتفاعها في المناطق الاستوائية.
كم من وقت لدينا كي ننجح في قطع إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون السامة في الجو؟
علينا أن نقطع هذه الإنبعاثات لغاية العام 2050. مع ذلك، فإننا نشهد اليوم زيادة في كمية هذه الإنبعاثات بصورة مقلقة. في حال إستمر المسؤولون في تجاهل ما يحدث، عندئذ قد ترتفع كمية هذه الإنبعاثات بنسبة 250 في المئة مقارنة بمستواها الحالي، لغاية نهاية هذا القرن. في حال قررنا حرق جميع الكميات المتوافرة من الوقودات الأحفورية عندئذ قد نعود الى ما كانت عليه الكرة الأرضية قبل 55 مليون عامًا! آنذاك، كان القطب الجنوبي غابة استوائية.
ما هي التداعيات التي لا مفر منها، بغض النظر عن الإجراءات الهادفة الى الحد من هذه الإنبعاثات؟
في أفضل الحالات، سنشهد إرتفاعًا في درجات الحرارة، معدلها 2 الى خمس درجات، في العقود المقبلة. بالطبع، لن يكون التكيف مع هذا الإرتفاع سهلاً.
ما هي التكنولوجيا التي تراهنون على نجاحها لقطع هذه الإنبعاثات؟
لدينا الطاقة المتجددة والطاقة النووية. إن التكنولوجيا المرتبطة بالأخيرة جاهزة للإستعمال وقادرة على قطع هذه الإنبعاثات السامة بصورة ملموسة. في حال بدأنا بناء محطات إنتاج الطاقة النووية بصورة موسعة، قريباً، فإن النووي سينجح، إعتبارًا من العام 2025، في تلبية 30 الى 40 في المئة من حاجاتنا الطاقوية طوال أربعين عاماً. في السنوات الخمسين القادمة، ستنجز البحوث حول الطاقة المتجددة، كما الشمس والرياح، خطوات جبارة مما يجعلنا قادرين على الإستغناء عن إنتاج الطاقة النووية كذلك.